شباب ملحدين هجروا الدين لرغبتهم في ممارسة الجنس والدعارة!


الإلحاد ظاهرة قديمة انتشرت بقوة في المجتمع المصري والمجتمعات العربية خلال السنوات الأخيرة، ورغم التقرير الذي نشرته صحيفة "الديلي تليجراف" للصحفي باتريك كينجسلي حول أن مصر بها أكبر عدد ملحدين في الوطن العربي، فإن دار الإفتاء تصر على أن عدد الملحدين لا يتجاوز 866 شخصا بالضبط.. هذا الرقم الذي أثار سخرية بعض الملحدين الذين أكدوا أنهم في تزايد مستمر حتى وإن كانت أسبابهم للإلحاد نفسية وناتجة عن اضطرابات اجتماعية وأسرية في أحيان كثيرة..

قصص وأسباب واهية للإلحاد

نشر "المنتدى النمساوي" على الإنترنت، تقريراً تحت عنوان "الأقلية الملحدة المهملة في مصر" قدم فيه روايات لشباب ملحدين يتحدثون عن أسباب إلحادهم.

فيقول طارق الشبيني البالغ من العمر ٢٣ عاماً وهو طالب بكلية الهندسة وملحد: "هناك الكثير من الملحدين في مصر أكثر مما يعتقد الناس."

ويعتقد الشبيني أن الملحدين يتركزون في الدوائر المتعلمة والثرية المتحضرة ومعظمهم من الرجال طبقاً للطابع الأبوي للثقافة التي تربوا بها، حيث يحظى الرجال بفرص أفضل وحرية أكثر للتعبير عن وجهة نظرهم.

وعلى العكس من طارق الشبيني يرى أحمد أمين مدير مشروع في القاهرة في العشرينيات من العمر ويعرف نفسه أيضاً كملحد أن الإلحاد لا يقتصر على الدوائر الاجتماعية الثرية، لأن من هم أقل ثراءً لديهم شكوك دينية بدورهم ويعتقد أن سبب شك هؤلاء المنتمين للطبقات الأقل اجتماعياً واقتصادياً يرجع إلى الظلم وعدم المساواة التي يعاني منها هؤلاء.

وعلى نفس النهج فإنه يعتقد أن كثيرات من السيدات المصريات بدأن التوجه لهذا الطريق بسبب التمييز الذي يعانين منه باسم الدين، فيقول: "لا أعرف النسبة الدقيقة للملحدات لأننا لا نملك إحصائيات دقيقة عن التوزيع الديني للسكان، لكنني متأكد أن العدد في تزايد".

ونشر موقع "رصيف 22" قصة أحد الملحدين المصريين الذي دفعته التربية الصارمة للكفر بالدين الإسلامي، حيث يقول كريم أحمد  -اسم مستعار- عن تجربته أنه بدأ طفولته بتلقي تعليم ديني صارم في مدرسة تابعة للإخوان المسلمين، وخلال الدراسة كان يوجه العديد من الأسئلة إلى معلميه، لكنه لم يتلق إجابات شافية. 

وتضيف الرواية أن كريم اعتنق كل التوجهات الإسلامية في طريقه للبحث عن هويته من الإخوان إلى الصوفية ثم السلفية، لكنه لم يحصل على إجابات عن الأسئلة التي تدور في خاطره، وخلال ثورة 25 يناير التقى شخصاً قدم له إجابات دفعته إلى الثورة ضد معتقده الديني، وهنا يقول "إحدى أهم الوسائل التي جعلتني أشك في الدين هي الكذب المتعمد من رجال الدين خصوصاً بعد الثورة".

ويضيف حول طريقة إلحاده فيقول: "مسألة الخروج من الدين ليست سهلة، بل تجربة صعبة.. يشعر الشخص بثورة على كل شيء.. يشتم الدين هنا وهناك.. يحاول ارتكاب رذائل ويسعى للبحث عنها على سبيل الاستكشاف".



قصة أخرى بطلها شاب مسيحي توجه للإلحاد لأن صديقه مات في الثورة، ففي تقرير نشره موقع "المونيتور"، قال "مجد" وهو شاب مصري ينحدر من عائلة مسيحية إن بدايته مع الإلحاد كانت بعد وفاة صديقه مينا دانيال الذي قتل خلال أحداث ثورة 25 يناير، حيث توجه إلى أحد القساوسة في الكنيسة وقال له "أنت قلت لي طالما أنك مع الله ستكون سعيداً، إذن لماذا مات مينا".

ويضيف التقرير: "لم يعد مجد يذهب إلى الكنيسة وهو الشاب الذي تربى بين قساوستها وكان يخدم فيها منذ كان صغيراً بالمدرسة، ولم يعد يصدق ما يقوله الإنجيل، لأنه ببساطة كما يقول "لم أعد أستوعب كيف يقبل الرب الذي يدعوه الجميع بالعادل أن يتم قتل أصدقائي دون ذنب خلال الثورة، وأن أفقد أشخاصاً أحبهم وأتألم لفراقهم دون أن أرتكب معصية يعاقبني عليها".

كلما زاد التطرف الديني زاد الإلحاد

في سياق تفنيد أسباب الإلحاد تقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر والنائبة بالبرلمان، إن هناك قاعدة أساسية في أي مجتمع وهي "كلما زاد التطرف الديني زادت نسبة الإلحاد"، لأن النفس البشرية بطبيعتها متمردة وعندما يغالي المتشددون في الدين ينفر الشباب منه، وشبهت ما يحدث في مصر الآن بما حدث في أوروبا في القرون الوسطى حين سيطرت الكنيسة بشكل كبير على كل مناحي الحياة فحدثت ردة عقائدية في المجتمع.

على الجانب الآخر يقول القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء، إن عدم وجود قيود على المعرفة بعد ازدياد التواصل بين الشعوب عن طريق الإنترنت، جعلت الشباب لا يستشير أحداً عما يدور في فكره، وأصبح الاعتماد الأكبر على ما يتناقلونه عبر المواقع الأجنبية المختلفة والتي من بينها مواقع لملحدين في دول أخرى، يتأثر بهم الشباب.

لكن السبب الرئيسي الذي اتفق عليه الطرفان هو أن كثيراً من رجال الدين غير مؤهلين علميا للتعامل مع أسئلة الشباب، فالشيوخ أو القساوسة متخصصون في المجالات الدينية وليس العلمية، وحين يتوجه إليهم أحد بسؤال حول أمور غيبية لا يكون هناك رد من قبلهم، أو يكون الرد "لا تجادل ولا تناقش"، فتزيد الحيرة لدى السائل، ويبدأ في الشك في معتقداته.



(التحرير)

شارك على جوجل بلس

عن LebanonState

موقع لبناني منوع وشامل يهتم بكل ما يهم المتابعين من أخبار منوعة ومسلّية بالإضافة إلى آخر أخبار التكنولوجيا والفن والمرأة ليكون متابعنا على اطّلاع دائم بكل جديد.
    تعليقات بلوجر

0 comments:

إرسال تعليق